الفنان التشكيلي العالمي لؤي كيالي

الصفحة الرئيسية >> أرشيف الصحافة >> الفنان لؤي كيالي .. يدعون صداقته ويبتدعون الأقاويل…محاضرة للأديب فاضل السباعي في ندوة الشهباء

   
عنوان المقال : الفنان لؤي كيالي .. يدعون صداقته ويبتدعون الأقاويل…محاضرة للأديب فاضل السباعي في ندوة الشهباء
كاتب المقال : بيانكا ماضية
المصدر : جريدة الجماهير
تاريخ النشر : 2009-04-09


الفنان لؤي كيالي .. يدعون صداقته ويبتدعون الأقاويل…محاضرة للأديب فاضل السباعي في ندوة الشهباء
جريدة الجماهير – حلب
فنون تشكيلية
الخميس9-4-2009
بيانكا ماضية
أقامت جمعية العاديات وجمعية الشهباء في ندوة الشهباء بحلب، محاضرة للأديب فاضل السباعي بعنوان (الفنان لؤي كيالي ... يدّعون صداقته ويبتدعون الأقاويل) قدم لها الفنان التشكيلي سعد يكن، بالحديث عن الفنان التشكيلي الراحل لؤي كيالي، وعن شخصية الأديب فاضل السباعي.
وفي البداية عرض الأستاذ سعد كيالي صوراً ضوئية عن حياة الفنان لؤي كيالي وبعضاً من اللوحات الفنية التي رسمها وقد تضمنت سيدات بمواضيع مختلفة، وبعضاً من سيدات المجتمع الدمشقي، وماسحي الأحذية، وبائعي الجرائد، وبائعي اليانصيب، والسيد المسيح، وقوارب ومرممي الشباك، ومعلولا وبعضاً من لوحات معرضه "في سبيل القضية".
وفي مستهل حديثه أشار الأديب فاضل السباعي إلى أن الفنانين الكبار يستهدفون أحياناً من قبل أناس، وأن هناك كاتباً أراد أن يستهدف لؤي كيالي عبر مقال نشره في صحيفة السفير اللبنانية، في العدد الثالث عشر من شهر شباط 2009، واضعاً فيه السم في الدسم، متهماً أهله بأنهم أدخلوه مستشفى الأمراض العقلية. ودحضاً للأقاويل التي جاء بها كاتب المقال ذاك، وإلقاء للضوء على حياة الفنان كيالي، وعلى أزمته النفسية، ووقوفاً على الحقائق التي زورها كاتب المقال، قّدم الأديب السباعي بداية تلك الأقاويل، ثم تعريفاً عابراً للفنان لؤي كيالي، كما تضمنت دراسته محطات مهمة في حياة الفنان كيالي، وهي: لؤي وجلساؤه، الرحلة إلى عمّان، الدخول إلى المصح في عام 1970، غرفة نظيفة وأدوات رسم، ما اقترفه الصهر والعم، لؤي المحب لسماع اغاني أم كلثوم، من ذا الذي يطرد امرأة، ثرثرة حول الحب، عودة إلى المغنية العجوز، هل أحرق لؤي لوحاته؟، ثم كلمة أخيرة.

أقاويل كاتب المقال:
أما الأقاويل التي جاءت في مقال من استهدف الفنان لؤي كيالي، فهي كما أوردها الأديب السباعي: -"يوم سافرنا معاً إلى عمان ليقيم معرضاً لأعماله، طلب مني أن نزور مخيمات الفلسطينيين فيها، فذهبنا .. أحدثت الشوفة صدعاً في نفسه، وقرر أن لا يعرض أعماله"! - " لم يكن لؤي مجنوناً كما أراد له أقاربه أن يكون، أرادوه مصاباً بالصرع، ووضعوه في حجرة بالمستشفى كأنها تابوت .. فنان مثل لؤي كيالي ليس مكانه مشفى الأمراض العقلية، التي ورطه فيها عمه الطبيب طه اسحق الكيالي، ومن ثم عمته، ومن ثم صهره، ومعهم أحد الأطباء الذي رأى في تقرير له ضرورة الحجر عليه تحت الرقابة لخطورة وضعه الصحي، فاستقبلته المشافي العقلية ولثلاث مرات"! - "تقدم أهله ببلاغات إلى الجهات الرسمية، طلبوا فيها إدخاله إلى مشفى الأمراض العقلية والنفسية ليسحبوا مابقي من عقله"! - سألته : لماذا لاتتزوج؟ أجابني: اجتماع الرجل والمرأة في بيت الزوجية هو بنظري تدنيس للجنس"! - " أحياناً كنت أعتبر لؤي مخادعاً لأنه يخفي عنا الكثير من عواطفه"! - "بعد نكسة حزيران أحرق لؤي لوحات معرضه في سبيل القضية"! - " إن حبه لمغنية في أحد أندية الليل هو حدث استثنائي وعابر رغم ولعه الشديد بها، لأنه شاب وهي عجوز، عندما كنت أذكّره بهذه المغنية الختيارة كان يفر ويذهب بعيداً"! - "كنا نسهر في بيته في حلب، فدخلت امرأة، كانت تريد أن تشتري لوحة منه، لكن على أن يرسمها، بحيث تتناسب مع ديكور منزلها الجديد، فطردها"! - "أنا أعرف أنه كان يحب مطربته، لكنني لم ألمحه في يوم ما أهداها وردة أو لوحة"! - "سألته : لقد أحرقت مبلغاً كبيراً، خمسمائة ليرة، هو ثمن لوحة لك، من أجل مطربة، تغني في ناد ليلي، وأنت تعرف أنها مغنية من الدرجة العاشرة"!

لؤي كيالي في سطور:
وقدم الأديب السباعي تعريفاً عابراً للفنان لؤي أشار فيه إلى أنه ولد عام 1934 بحلب، في أسرة عريقة ظهر فيها رجالات علم وأدب ودين، وقد درس لؤي بحلب ثم أوفد إلى إيطاليا، حيث نال شهادة أكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1961، وفي الوطن قام بالتدريس في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلب، وقد حقق في ممارسته الفن التشكيلي نجاحاً باهراً، وسجل اسمه رائداً في هذا الفن، وقد امتدت شهرته إلى الوطن العربي وإلى العالم فلوحاته اليوم من مقتنيات المتاحف العالمية. ويتابع الأديب السباعي مشيراً إلى أنه أقام في العاصمة ينعم بالعطاء والنجاح مسهماً في إغناء الحركة الفنية في بلاده .. إلى أن ألم به ذلك المرض الذي يسمى الفصام في صيف 1966 فأخذ يرسم، تحت وطأة تلك المعاناة بطريقة مختلفة، لوحات سمى مجموعة منها "الإنسان في الساح" ثم مجموعة أخرى "في سبيل القضية" وأقام بالمجموعة الثانية معرضه السابع في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة (نيسان 1967) تعرض خلاله لأشرس حملة من الحاسدين والشانئين، ثم دخل لؤي المشافي للمعالجة وكان يعود إلى ممارسة حياته الطبيعية ثم ينتكس وفي حلب أقام عام 1970 في بيت عمتيه فاطمة الزهراء وقدرية، وعندما توفي يوم 26 ك1 1978 بعد احتراقه في فراشه بحلب، كان مانشر في الصحافة تأبيناً لايدانيه في الكم وحرارة العاطفة ماكتب عن أي من المبدعين في سورية لاقبل ولابعد.

لؤي وجلساؤه:
وأشار الأديب السباعي تحت هذا العنوان إلى تودد الكثير من الكتاب والفنانين من الفنان لؤي؛ لأخلاقه النبيلة، وحبه للناس، فقد كان جم التواضع، يجالس ويحاور ويصغي، يحادث الباعة الصغار، فيجعل من بعضهم موضوعاً للوحات تدخل دنيا الفن من أوسع أبوابه، كما كان مضيافاً، يتحمل ماتستوجبه "الجلسة" التي يتحلق فيها المحبون، الذين لم يكن بعضهم محباً ولاجديراً بأن يجالس فناناً كبيراً، مؤكداً أن من هؤلاء المحبين من أشادت أقلامهم به في صحف العاصمة، وأن واحداً منهم تغير فانقلب إلى مندد، بلغ الأذى الراشح من قلمه حد التجريح، وكان لؤي الأصيل يصافح ويسامح، وفي رحيله اندثرت تلك الأقلام الناشزة، لكن واحداً مازال يتحين الفرص ليقول في الفنان لؤي كلاماً معسولاً، ثم يدس بعد ذلك السم في الدسم، فيدعي صداقته (مع فارق السن: هو في العشرينيات، وفناننا في الأربعينيات) فيرميه بالبخل تارة، ولايوفر أهله وأقاربه تارة أخرى.

الرحلة إلى عمان:
ويدحض هنا الأديب السباعي ماجاء على لسان كاتب المقال حول رحلته معه إلى عمان، مشيراً إلى أن ماينافي طبيعة الأشياء مماورد، أمرين: الأول الأثر الذي أحدثته رؤية لؤي لمافي داخل المخيم، وكأن "النكبة" وقعت عشية ذلك العام، وأن لؤي لم يسبق له أن شاهد فصولاً من البؤس والمعاناة، من فقر وتشرد، والثاني: أن لؤي، في هذا الادعاء، عدل بعد ذلك عن إقامة المعرض الذي حضر إلى عمان من أجله، مؤكداً أن لؤي كان قد اتفق مع إحدى المؤسسات السياحية في عمان، على أن يقيم معرضاً لأعماله في رحابها، في تاريخ محدد، إلا أنه رجع من عمان مكتئباً، إذ أن المؤسسة فوجئت بقدومه وهي لاتعرف أن اتفاقاً على إقامة المعرض قد اتخذ، وهنا يتساءل الأديب السباعي: هل أراد الكاتب أن يؤكد النزعة الوطنية الإنسانية التي يتمتع بها لؤي ? وأن يبين كذلك دوره هو الهام في مرافقة الفنان الكبير في سفره وفي اتخاذ قرار العدول؟ مشيراً إلى أنه أخطأ في تحديد العام الذي كان فيه مرافقاً للفنان لؤي إلى عمان، فكتب أنه كان في العام 1978 مع أن الصحيح هو العام 1977 .



الدخول إلى المصح:
في عام 1970 وهنا أنقل حرفياً كلام الأديب السباعي حول دخول الفنان لؤي إلى المصح، إذ قال:"فيما اعترى لؤي من ذلك المرض، وقد اضطر والده وشقيقته الكبرى لمغادرة دمشق إلى حلب، سألت العم الدكتور طه اسحق الكيالي بحلب، فأشار علي بأن أراجع في دمشق الطبيب الدكتور جمال الأتاسي، كان ذلك في شتاء 1968 - 1969 إن لم تخني الذاكرة. وكان أن نبهني هذا الطبيب المتخصص والمثقف والذي يعمل في الحقل السياسي، على أن حالة لؤي صعبة، وأن المصاب بالفصام ربما اندفع إلى العنف وإلى التمادي فيه، ومع أخذ الطبيب بعين الاعتبار أن لؤي نشأ في أسرة أحاطته بالعناية إلا أن المصاب - كما بين لي - قد يندفع في حالة اشتداد المرض إلى اقتراف مايخشى منه". ثم يشير الأديب السباعي إلى رعاية العم الدكتور طه للفنان لؤي، مستعيناً بأصدقائه من أطباء حلب المتخصصين، ولما تردت أحواله اضطر العم بمشورة أصدقائه إلى أن يتخذ الإجراء الذي يتطلبه العلم والحرص والسلامة، فرأى أن تجري معالجته نفسياً في مصح حلب التخصصي، فكتب تقريراً (وليس بلاغاً) .
ثم يعلق على مافي أقاويل كاتب المقال من تطاول على الحقيقة وكثير من البهتان والمزاودة المجانية، مؤكداً أن لؤي كيالي لم يكن مصاباً بالصرع، وإنما كان مصاباً بالفصام، وأن ماورد في تقرير الدكتور طه الكيالي والذي كتبه بمشورة الدكتور عبد الخالق سلطان، كان العم هو الذي كتبه وليس الدكتور سلطان، كما يشير كاتب المقال.
ثم يعلق الأديب السباعي على ماورد من أن المشافي العقلية استقبلت لؤي ثلاث مرات، ليؤكد أن الكاتب كان يتزيّد بأن يضيف إلى المعالجة في المصح عام 1970 دخلتين أخريين: في العامين 1971 و1972 وهذا بهتان ولايخفف من ذلك تملقه الفنانَ بوصف عقله بـ "القوي والثوري"! كما يؤكد أن الفنان سعد يكن صديق لؤي وتلميذه بكلية الفنون الجميلة، قد حدثه أنه قام وزوجته بزيارة لؤي في ذلك المستشفى فرآه في حجرة نظيفة تجاور غرفة الممرضات، وأن المعالجة تتم بإشراف المدير الدكتور عبد الخالق سلطان، وأنه رأى في الغرفة الأدوات ومواد الرسم، وأن لؤي حدثه بأن الدكتور سلطان وعده إن هو شرع في الرسم هنا فسوف يتاح له أن يمارس الرسم في بيته عماقريب، وهذا ماكان، إذ لم يمكث لؤي في المشفى سوى أسبوعين اثنين محاطاً خلالهما بالرعاية التامة.

ما اقترفه العم والصهر:
وينتقل هنا الأديب السباعي للحديث عما قام به تجاه لؤي (وهو صهره) وماقام به العم أيضاً، مشيراً إلى أنه عندما اشتد المرض على لؤي في شتاء 1968 - 1969 وهو بدمشق وحيداً في بيته في "حي العفيف" أشار عليه العم بأن يصحب لؤي إلى مشفى في بيروت، ليتولى معالجته هناك صديقه الطبيب المتخصص بالأمراض النفسية الدكتور علاء الدين الدروبي. فاستعان الأديب السباعي بصديق لؤي وهو الأستاذ سليمان الخش، وهو من كبار المسؤولين، فأمده بسيارة مع ثلاثة أنفار. وفي بيروت كانت المعالجة مجانية والعناية استثنائية من قبل الدكتور الدروبي الذي أشفق على لؤي بأن يراه مصاباً بذاك الداء، وحباً له وتفانياً وعده إن عاد إلى ممارسة فنه الجميل أن يقيم له في صالة بيته ببيروت معرضاً للجديد من أعماله يدعو إليه الخاصة من أصدقائه المحبين للفن من لبنانيين وعرب وأجانب، واستطاع هذا الطبيب أن يحمل الفنان الشاب لؤي على أن يستعيد ثقته بنفسه، فاستفاق الإبداع في نفس الفنان لؤي وهو في بيت العمتين الحنونين، وسرى العزم في أنامله المرهفة، وراح يرسم بحماس جيد، ثم حمل لوحاته العشرين إلى بيروت ليكون المعرض في بيت الدكتور الدروبي.

لؤي المحب لسماع أغاني أم كلثوم:
وهنا يشير الأديب السباعي إلى ماكتبه كاتب المقال عن علاقة الفنان لؤي بمغنية من الدرجة العاشرة، عجوز ختيارة، وماجاء على لسانه حول ذلك في المقال، مؤكداً أن الفنان لؤي - بصفته حلبياً- كان واحداً من "السمّيعة" الأصلاء، وفي تردده على أحد الأندية أعجب حيناً بأداء مطربة لأغاني أم كلثوم، ولم تكن المطربة عجوزاً، وكانت تأتي إلى النادي برفقة زوجها، وكان يسعدهما أن يكون من بين الجمهور فنان كبير الشأن، حتى إنهما كانا يقبلان عليه وهو وراء طاولته، يسلمان عليه باعتزاز، وينهض لؤي المهذب جداً ليصافحهما. كما أشار الأديب السباعي إلى أن لؤي لم يحدث أن حرق ورقة نقدية وهذا من تصرف السفهاء، إنما قام ذات مرة حسب كلام أحد أصدقائه طاوياً في كفه "أم المئة" طية ناعمة ليدسها في جيب قميص أقرب أفراد الفرقة الموسيقية إليه، وهذا شأن المتحضرين، كما حدثه الفنان عبد القادر بساطة وهو من أصدقاء الفنان الذين رافقوه في السبعينيات عن أن لؤي كان معجباً بمطربة أخرى اسمها "ليلى فوزي" (على اسم الممثلة المعروفة) وكان مرد إعجابه بها ماتتحلى به من عينين تذكرانه بعيني أمه الراحلة. مؤكداً بعد ذلك وتحت عناوين (من ذا الذي يطرد امرأة، وثرثرة حول الحب، وعودة إلى المغنية العجوز) أن الكاتب يخترع حكايات، وأن ليس من خصال لؤي الفجاجة في التصرف والفظاظة والغلاظة، بل إن ماكتبه الكاتب كان وليد خيال يحاول التزييف ولايتقنه، وأنه يوظف حكاية طرد المرأة من البيت مدمجاً إياها في الحكاية الملفقة الأخرى وهي حب العجوز لينسج حواراً حول الحب يحاول أن يؤكد فيه عمق الصداقة بينه وبين الفنان موهماً أنه كان مستودع أسراره، ظاناً أنه أبدع حواراً شائقاً، وناسياً في الوقت نفسه، أن صهر الفنان الراحل مازال على قيد الحياة وأنه قد يقرأ هذا الحوار، ليفحصه ويروزه ويبين للناس مافيه من تزوير.

هل أحرق لؤي لوحاته؟
وتحت هذا العنوان يشير الأديب السباعي إلى الأخطاء التي وردت في مقال الكاتب، وهي الواردة في هذا النص: "يقول لي لؤي: لقد تنبأت بنكسة حزيران 1967 بعد النكسة أحرق لؤي لوحات معرضه ""في سبيل القضية" الذي أقامه قبل شهر من اندلاع حرب 67 وأصيب بمرض نفسي .."! مؤكداً أن لؤي لم يعبر عن تنبؤ بنكسة تصيب البلاد، بل كان شديد الثقة بقوة النظام وقدرته على التصدي لأي عدوان، مستمداً هذه الثقة من جلساته مع رجال السلطة من مدنيين وعسكريين، ثم إنه يفهم من عبارة الكاتب أن لؤي أصيب بمرضه النفسي بعد النكسة، مع أن المرض قد ظهر على لؤي قبل ذلك بعام ويزيد، أما الكذبة الكبرى فكانت - على حد تعبير الأديب السباعي- في حرق لؤي لوحات معرضه ذاك، مؤكداً أنه لم يحرقها وإنما مزّقها، واصفاً ذلك المشهد حسبما رآه بالقول :" دخلت على لؤي في مرسمه مساء يوم بعد تلك الأيام القاسية، فرأيته يمزّق لوحات هذا المعرض، اندفعت نحوه، حاولت أن أتدخل بالقول، باليد، بالتوسل، دون جدوى، وكومة الورق الممزق ترتفع بيننا، وأخيراً تكرّم عليّ فمنحني إحدى اللوحات التي كانت في طريقها إلى التمزيق، من مجموعة "الإنسان في الساح" هي بالأحرى بمثابة دراسة كان قد أتم تنفيذها لوحة كبيرة بالألوان الزيتية أهداها إلى اتحاد الفلاحين فرع دمشق عام 1966 بمناسبة عيدهم الثاني، واللوحة - الدراسة في محفوظاتي".

كلمة أخيرة:
وفي كلمة الأديب السباعي الأخيرة في هذه المحاضرة أشار إلى تأثير لؤي كيالي بشخصه النبيل وفنه الجميل في ابنتيه سهير وخلود الفنانتين التشكيليتين، وفي حفيديه الشقيقين من ابنته خلود، نبيه وماجد هنانو، وفي حفيدته من ابنته الكبرى سوزان، ديمة سعود، فهؤلاء جميعهم قد توارثوا ذلك الفن الراقي عن الفنان لؤي، ويمارسونه ويقيمون المعارض الفردية والجماعية. كما أكد أن فن لؤي كيالي وشخصه ليسا في حاجة إلى من يدافع عنهما، لأن ليس هناك إلا المعجبون والمقدرون، حتى الذين آذوه يوماً تراجعوا واعتذروا، وغدوا في طليعة المحبين، وأن من يبغي التصدي للدفاع عنه يجب أن يتسم بالنزاهة وبالقدرة على قراءة الوقائع والوثائق بعينين لايغشيهما الغرض، فقبيح الصعود على أجداث الراحلين والوقوف على أجساد الباقين في الحياة، اجتذاباً للأنظار، واكتساباً للشهرة، وابتزازاً مديداً تُعرف بعض أغراضه ويُجهل الباقي.‏
هذا وقد قدم بعض الحضور بعد انتهاء المحاضرة شهادات في شخصية الراحل الفنان لؤي كيالي، ومنهم الدكتور محمد بشير الكاتب، والدكتور رضوان حوكان، والفنان طاهر البني، والفنان سعد يكن، جميعها دارت حول عبقرية الفنان لؤي، وحول دخوله المشفى ومالقيه من عناية، وحول ادعاءات ذلك الكاتب، وتهجمه على غير كاتب أو فنان، واختلاقه الحوادث، ليس في مقاله الذي كتبه في السفير، وحسب وإنما في مقالات أخرى.‏